قطر وقعت في الخطر

كنت أتمنى أللا أكتب عن دولة عربية خليجية شقيقة بهذه الطريقة ولكنها قطر من وضعت نفسها بهذا المأزق الخطير , لطالما كان سقف طموح هذه الدويلة الصغيرة عالي جدا و أعتقد بأن ذلك السقف المرتفع جدآ قد أوشك اليوم على السقوط و تحطيم المشروع القطري التآمري التخريبي , دويلة نشأت على صراعات و إنقلابات داخل أسرة آل ثاني القطرية الحاكمة للاستحواذ على كرسي السلطة .

أراد الأمير الانقلابي حمد بن خليفة ورئيس وزرائه السابق مهندس المؤامرات القطرية حمد بن جاسم أرادو أن يجعلوا من قطر دولة عظمى على المستوى العالمي ولكن بطريقة الاستحواذ على العالم بعد تدميره و إنهاكه من خلال إدخاله في ثورات و صراعات و حروب أهلية دامية تحرق الأخضر و اليابس وهذا ماحدث ويحدث الآن في سوريا واليمن و ليبيا وغيرها من الدول العربية , أما الاستحواذ على الدول الغربية فلها طريقة شيطانية أخرى من خلال تمويل الجماعات الارهابية لضرب تلك الدول في عقر دارها و إدخالها في فوبيا العمليات الإرهابية المنفردة أو الجماعية وبالاخير ضرب الإسلام وتحميل المسلمين مسؤولية تلك العمليات , ويصبح المسلمين في تلك الدول وهما الخاسر الأكبر من تلك العمليات التي لا هدف لها سوى العبث بأرواح تلك الشعوب و إزهاقها و إدخالها في مربع العنف و العنف المضاد , البعض سيقول أين وكيف ذلك التمويل القطري للجماعات الارهابية .

لقد ذكرت في مقال سابق بأن تلك الوساطات العلنية التي كانت تقوم بها قطر لإطلاق سراح محتجزين أو مختطفين أو أسرى لدى تلك الجماعات كانت أغلبها تتكلل بالنجاح التام , بل أن أغلب شروط إطلاق السراح كانت دائمآ مشروطة بدفع مبالغ مالية كبيرة قد تصل في بعض الأحيان لملايين من الدولارات الأمريكية , بالطبع قطر من تدفع تلك الاموال فلا قدرة لأسر أولئك الرهائن على دفع تلك المبالغ النقدية الكبيرة , لو ركزنا على قناة الجزيرة ومصطلحاتها بالنسبة لكثير من تلك الجماعات لرأينا بأن لها مصطلحات خاصة بها لا تشبه المصطلحات المتعارف و المعمول بها على المستوى العربي و العالمي بل وتقوم بنشر بعض المواد المرئية للعمليات العسكرية التي تقوم بها تلك الجماعات كدعم إعلامي لها لاستقطاب أكبر عدد من الشباب المتحمسين , وكانت أحد أهم أدواتهم لبناء تلك الدولة العظمى هي قناة الجزيرة الاخبارية و التحالف الإستراتيجي مع تنظيم جماعة الإخوان المسلمين في مصر التي تعتبر المقر الرئيس للتنظيم العالمي , وبالسيطرة على معقل التنظيم العالمي في مصر سيسيطرون على بقية فروع التنظيم بالعالم بكل يسر و سهولة وهذا ما حدث بالفعل , البعض يتحدث عن صرف أنظارنا عن معركتنا الرئيسية مع العدو الإيراني و تركيزه على دولة قطر و قناتها التخريبية الجزيرة , مصطلح عسكري قديم يقول الطابور الخامس في الداخل أشد خطرا من العدوا المباشر الواضح .

دأبت دولة قطر على شق الصف الخليجي و العربي بصورة فاضحة وواضحة وضوح الشمس في رابعة النهار , و رغم أنها لم تنسحب من مجلس دول التعاون الخليجي ومازالت ملتزمة شكليا بمواثيقه وشروط وقوانين إنشائه ومع هذا تراها في أشد الظروف الحرجة و المراحل المصيرية الخطيرة تتنكر لتلك المواثيق و العهود لمجلس التعاون الخليجي , و تراها تعقد المؤتمرات وتوقع الاتفاقيات و تتبادل الزيارات والتهاني مع دولة هي في حالة حرب مع العرب ومع كبرى الدول الخليجية وهي السعودية و الإمارات ألا وهي إيران , مازالت هناك حرب قائمة حتى هذه اللحظة ودماء خليجية نزفت في اليمن بسبب حربها مع إيران و أدواتها المحلية وغيرها من الدول المستهدفة من المد الشيعي الإيراني المسلح , لم تفضل دولة قطر الوقوف موقف المشاهد مما يحدث في دول الخريف العربي بل كانت هي سبب رئيسي في حرف تلك المطالبات الشعبية من إصلاح النظام لإسقاط النظام وتركت تلك الشعوب تواجه لوحدها مصيرها المأساوي و الكارثي ولم تقدم لها يد العون أو المساعدة حتى الإغاثية , بل سخرت إمكانياتها و قدراتها للوقوف مع الطرف الاخر وهو إيران بدعمه بطريقة غير مباشرة بواسطة الطعن بالظهر لدول التحالف العربي باليمن وغيرها , ليس بالضرورة مشاركة إيران تلك الحرب بصورة عسكرية مباشرة , ولكن مواقف قطر من الحرب الدائرة دليل واضح على الدور القطري المتورط بطريقة غير مباشرة فيما يحدث بكثير من الدول العربية من أزمات و حروب , قناة الجزيرة التي يعلم العالم أجمع بأنها صوت قطر الرسمي و المعبر الحقيقي عن السياسة القطرية الإخوانية , تراها اليوم تسخر جل طاقتها و إمكانياتها في ضرب القوات الموالية لدول التحالف العربي في اليمن وغيرها , الهدف من تشويه تلك القوات المحلية في المناطق المحررة وخصوصا في جنوب اليمن الحليفة لقوات التحالف العربي هو طعن التحالف بالظهر و إظهاره بمظهر الفاشل العاجز عن تحقيق النصر و توفير الأمن و الإستقرار في تلك المناطق المحررة من المليشيات الانقلابية .

قرارات مصيرية قوية إتخذتها السعودية والإمارات و البحرين ومصر و اليمن ضد قطر بعد أن فاض كيل تلك الدول من سلوك و ممارسات قطر التخريبي الانقلابي و التدخل السافر في الشؤون الداخلية لتلك الدول , ضربت قطر بكل العهود و المواثيق التي أبرمتها مع الملك السعودي الراحل عبدالله بن عبدالعزيز , لم تعد السعودية والإمارات بعد الحزم و الأمل كالسابق , بسبب حجم المخاطر و المؤمرات المحدقة بها من قبل دول شقيقة و صديقة ولا خيار أخر مع تلك الدول الخليجية و العربية و الغربية سوى الدخول في مواجهة علنية مع تلك الدول الراعية للإرهاب وفي مقدمتها قطر , كثير من دول العالم ستفرض عقوبات مالية و إقتصادية و دبلوماسية تجاه دولة قطر في الأيام القادمة .

مقالات الكاتب