الذكرى السابعة لتحرير العاصمة عدن .. الانتصار الجنوبي الذي أسقط رهان القوى المعادية

صدى الحقيقة : خاص
حلت الذكرى السابعة لتحرير عاصمة الجنوب الأبدية عدن وانتصارها في معركة "السهم الذهبي"، التي كانت يوم الأحد في السابع والعشرين من شهر رمضان المبارك من سنة 1436هـ، الموافق 17 يوليو / تموز 2015م، وتوجت العاصمة عدن بالانتصار الجنوبي الذي أسقط رهان القوى المعادية، والذي كان بسواعد أبطال المقاومة الجنوبية الباسلة، ودعم وإسناد من التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، محققين العديد من الانتصارات الكبيرة في أرض الجنوب.
 
الفخر بالنصر الجنوبي المُحقق :
يفخر الجنوبيون بالانتصارات الكبيرة التي قاموا بتحقيقها، إذ أتت الذكرى السابعة لتحرير عاصمة الجنوب عدن، الذين يتذكرون فيها جيداً الأعمال والنوايا السيئة التي حملتها القوى المعادية للجنوب وشعبه الذي قام بمواجهتها، والذي هو اليوم يملأه الاعتزاز والفخر لذلك النصر الكبير الذي تحقق بفضل الله وتضحيات أبنائه العظيمة، من أجل تحرير أرضهم بإمكانياتهم البسيطة وأسلحتهم الشخصية قبل أن يأتي دعم دول التحالف العربي، مقدمين قوافل من الشهداء والجرحى، ليحققوا هذه الانتصارات للجنوب والعالم العربي.
 
أحيا أبناء الجنوب كافة ذكرى تحرير العاصمة عدن من قبضة مليشيات الحوثي الإرهابية في المعركة التي استرد فيه الجنوبيون عاصمتهم وأرضهم وكرامتهم، ليقوم الجنوبيون بتوجيه ضربة قوية بهذا قصمت ظهور أعدائه، وصفعة لكل من تسول له نفسه المساس بأمن وأرض الجنوب ومحاولة النيل من شعبه وهويته، وامتزجت في عملية التحرير الدماء الجنوبية بالدم الإماراتي أثناء توجيه ضربات حاسمة ضد الإرهاب الحوثي، وهو ما تُوِّج بكسر المخطط الإيراني المشبوه الذي عمد إلى إخضاع الجنوب وإسقاط عاصمته عدن، وقد كان التحرير في ليلة رمضانية مباركة، وهو الأمر الذي أضفى طابعًا مُتميزًا لذلك الانتصار الجنوبي الخالد والتاريخي، بعدما ضرب الجنوبيون دروسا في النجاح والبطولة، كما ضربت القوات المسلحة الإماراتية درسا في التضحية والوفاء من أجل مكافحة ومقاومة الإرهاب الجاثم، وكان أول شهيد يرتقي في تلك المواجهات من القوات المسلحة الإماراتية الباسلة هو الضابط عبدالعزيز الكعبي وقد كان ذلك قبيل ساعات من حسم معركة مطار العاصمة عدن.
 
الجنوب يسقط المخططات الخبيثة:
كان احتلال العاصمة الجنوبية عدن منذ البداية مخططًا إيرانيًا خبيثًا، لكنها للمفارقة كانت أول مدينة عربية تقطع الذراع الإيرانية بشكل كامل، وتمثل ذلك في تكبيد المليشيا الحوثية خسائر لم ولن تنساها المليشيات، وكان تركيز الأنظار على إسقاط عاصمة الجنوب عدن واحتلالها، مؤامرة تستهدف تكرار سيناريو ضياع عواصم عربية بأكملها مثل دمشق وبغداد وبيروت، وقد كان من المستهدف حوثيًا ضم العاصمة عدن إلى هذا المربع، لكن أبطال القوات المسلحة الجنوبية فطنوا سريعًا لهذا المخطط المشبوه، حتى نجحوا ببسالة وكبرياء وبدعم كبير من قِبل القوات المسلحة الإماراتية، في طرد الحوثي وأتباع صالح، الأمر الذي ساهم في تشكيل جبهة صد قوية في وجه هذا المشروع الخبيث، ولأن الجنوب دائما ما يُمثل القوة والنموذج، فقد كان تحرير العاصمة عدن بداية نحو تحقيق المزيد من الانتصارات العسكرية التي تحققها القوات المسلحة الجنوبية في جبهات أخرى، ليكون الأمر بمثابة رسالة جنوبية كاملة بأن الجنوب لا يقبل بأن تكون أراضيه عرضة للتهديد.
 
أشار الأستاذ فضل محمد الجعدي، عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي، نائب الأمين العام للأمانة العامة لهيئة الرئاسة، في تغريدة له على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر" بكل مهابة تحل الذكرى السابعة لتحرير العاصمة عدن من أدوات إيران الحوثية، متابعاً بأنها تعيد التذكير بملاحم البطولة التي اجترحتها المقاومة الجنوبية الباسلة في مسارات تحرير الأرض والإنسان بقيم التضحيات الخالدة ومعاني الانتصار، مترحماً على الشهداء الذين صنعوا لوحة النصر العظيم.
وعبر رئيس المنتدى الخليجي للأمن والسلام الدكتور فهد الشليمي، عن اعتزازه بتضحيات أبناء الجنوب في دحر مليشيا الحوثي المدعومة من إيران، مؤكدا أنه لولا صمود وانتصار عدن لاستمر المشروع الإيراني.
وقال خلال لقاء إعلامي بمناسبة الذكرى السابعة لتحرير عدن: "إن هناك أهمية استراتيجية كبرى لعاصمة الجنوب"، موضحا أن "تصدي عدن للعدوان الحوثي الإرهابي أفشل المخطط الإيراني".
وأشارت الكاتبة نادرة عبدالقدوس بالتزامن مع هذه الذكرى إلى أن الفرحة في يوم التحرير كانت كبيرة جدا، حيث انطلقت زغاريد النساء ووصلت إلى عنان سماء عدن، مبشِرة بتحرير مدينة عدن من المليشيات الحوثية الغازية، التي خرج فيها شباب العاصمة عدن إلى ساحة الوغى، محارباً بسلاحه المتواضع.
ذاكرةً أنه في أربعة أشهر أظهر فيها أبناء العاصمة عدن للعالم شجاعتهم وبأسهم وأثبتوا رجولتهم وحبهم وغيرتهم على دينهم ومدينتهم وأعراضهم، على الرغم من قلة خبرتهم في القتال، متابعةً بأن العاصمة عدن تطهرت في يوم مبارك لن ينساه التاريخ الذي كتبه بحروف من ذهب، ستتداوله الأجيال الجنوبية طيلة حياتها.
ومازال الجنوبيون يمضون بإحراز الانتصارات بمختلف الجوانب، مستمرين في خط سيرهم الذي قاموا بتحديده لتحقيق أهدافهم المتمثلة باستعادة دولتهم وكافة حقوقهم المشروعة، مؤكدين على تحقيق تلك الأهداف السامية والثبات على ذلك.