بيان المجلس العلمي للحكمة في نعي الشيخ فهد اليونسي رحمه الله

صدى الحقيقة : خاص
الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين ولا عدوان إلا على الظالمين ، والصلاة والسلام على المبعوث رحمةً للعالمين وآله وصحبه أجمعين ، وبعــــد :
فقد استيقظت مدينة عدن فجر يومنا هذا الأربعاء الموافق  ٢٨ محرم ١٤٣٩هـ  ١٨ أكتوبر ٢٠١٧م  على جريمة مروعة نكراء ، وفاجعة أليمة، قديمة متجددة ؛ باغتيال أحد مشاهير دعاتها ورموزها العلمية والاجتماعية فضيلة الشيخ الداعية المربي : فهد بن محمد بن قاسم اليونسي ، إمام وخطيب مسجد الصحابة بمدينة المنصورة ، وعضو المجلس العلمي بالجمعية والأمين العام المساعد لرابطة علماء عدن  .
وذلك أثناء خروجه لصلاة الفجر ، بيد غادرة خائنة ؛ ترعاها وتغذيها أوكار الحقدوالتآمر ؛ وتديرها عصابات الفساد والإجرام التي لا تريد لشعبنا اليمني أمناً ولا استقراراً ؛  وتتربص بدعاته ومصلحيه وأخياره الدوائر .
وقد سبق هذه الجريمة منشورات وتغريدات تحريضية ، كلها تدعو لاغتيال وتصفية هذا الشيخ الذي ما عرفته عدن إلا داعياً الى الله بحكمة وروية ، ساعياً في الخير محبا له ، نافعاً للخلق ، محمود السيرة ، طيب السريرة ، حسن السمت ، جم التواضع ، صالحاً مصلحاً ، محبوباً في مجتمعه .
وبهذا المصاب الجلل فإن المجلس العلمي ينعى فضيلة الشيخ فهد اليونسي ويعبر عن أليم مصابه وعظيم حزنه لرحيل هذه الشخصية العلمية المعروفة باعتدال المنهج، 
وحسن السيرة ، وكبير الأثر الملموس في العمل الدعوي والتعليمي والخيري .
ويتقدم المجلس بخالص العزاء والمواساة لأسرة الفقيد الكريمة وسائر إخوانه ومحبيه .
 سائلين الله أن يجبر مصاب الجميع ، ويتغمد الفقيد بواسع رحمته ومغفرته، ويتقبله في الشهداء الصالحين من عباده .
ويؤكد  على الأمور الآتية : 
أولاً - نحذر من المخطط الإجرامي  الممنهج الذي يستهدف عقيدة وهوية الشعب اليمني ، من خلال اغتيال علمائه ودعاته ، وشخصيات العمل الخيري والإنساني في عموم محافظاته، وفي  عدن بصورة خاصة ،  ونحذر من مغبة هذا المخطط الإجرامي القذر على السلم المجتمعي والاستقرار النفسي لشعبنا المنكوب .  
ثانياً - نحمل الجهات الأمنية  مسؤولية البحث عن الجناة ، ونطالبها بسرعة التحقيق والكشف عن هويتهم حتى يأخذوا جزاءهم الرادع . 
ثالثاً - نؤكد أن غياب التحقيق الجاد والفاعل ، والكشف عن المجرمين ومن يقف وراءهم ، والتساهل في حماية رجال العمل الدعوي والتعليمي والإنساني ، سيؤدي لتجرؤ المجرمين وتماديهم في قتل المزيد من الأنفس المعصومة ، وانتشار عصابات العنف والإرهاب ، وظهور الثارات وردود الأفعال السيئة ، وخلو الساحة من مشاريع الخير وأعمال البر والتنمية،  وعرقلة مساعي الدولة والخيرين في بسط الأمن والاستقرار ، وتفاقم معاناة المجتمع وزيادة مآسيه ، وفساد الأرض وإشاعة الخوف والفقر والفوضى .
رابعاً - من المعلوم أن الجميعات الخيرية العاملة بالساحة، ومنها جمعية الحكمة التي تأسست منذ أكثر من خمس وعشرين عاماً وشهد لها المجتمع المحلي ممثلا بحكوماته المتعاقبة والخليجي ممثلا بمجلس وزراء الشؤون الاجتماعية، تسعى لخدمة المجتمع بجميع فئاته ، وليس لها من وراء ذلك غرض ربحي أو حزبي ، واستهداف العاملين في هذه المنشآت الخيرية الخدمية له آثاره السيئة على عموم المجمتع ؛ والإضرار بمصالحه العامة والخاصة .
نسأل الله تعالى لفقيدنا الرحمة والمغفرة والفردوس الأعلى من جنته .
ولبلدنا الأمن والاستقرار وصالح الحال والمآل .
وآخر دعوانا أن الحمدلله رب العالمين .
صادر عن المجلس العلمي الاستشاري بجمعية الحكمة اليمانية الخيرية - اليمن .
الأربعاء ٢٨ محرم ١٤٣٩هـ
الموافق ١٨ أكتوبر ٢٠١٧ م .