الإعلامية عفاف سالم .. اسم على مسمى
رياض منصور
في زمنٍ تتداخل فيه الأصوات وتضيع فيه الحقائق بين ضجيج المصالح، برزت "عفاف" كصوتٍ نقيّ، لا يشوبه تزيي...
في زمنٍ تتداخل فيه الأصوات وتضيع فيه الحقائق بين ضجيج المصالح، برزت "عفاف" كصوتٍ نقيّ، لا يشوبه تزييف ولا تلوّثه المجاملات. إعلامية نزيهة، شريفة، تؤمن بأن الكلمة مسؤولية، وأن القلم ليس أداة للزينة، بل سلاحٌ في وجه الظلم، ومنارةٌ للحق.
صوت المظلومين :
منذ بداياتها، اختارت عفاف أن تكون لسان من لا صوت لهم. لم تغرّها الأضواء، ولم تُغوِها المناصب. فهي تقف في الصفوف الأولى مع المقهورين، تنقل معاناتهم، وتفضح من تسببوا في آلامهم. لم تكن تقاريرها مجرد أخبار، بل صرخات ضمير حيّ، تلامس القلوب وتوقظ العقول.
حربها مع الفساد :
لم تتردد عفاف في كشف ملفات الفساد، مهما كانت الأسماء كبيرة أو النفوذ طاغيًا. وهي تعرف أن الطريق محفوف بالمخاطر، لكنها تقول دائمًا: "السكوت خيانة، وأنا لا أخون قلمي". كتبت عن الصفقات المشبوهة، وعن التلاعب بأموال الناس، وعن أولئك الذين جعلوا من السلطة وسيلة للنهب لا للخدمة.
ثمن الحرية :
لكن للحرية ثمن، وعفاف دفعته غاليًا. لم يكتفِ خصومها بتجاهلها ، بل امتدّ ظلمهم ليطال من تحب. أُقصيت من منابر إعلامية، وضيّقوا على المقربين منها في أعمالهم وأرزاقهم. ومع ذلك، لم تنكسر. و شعارها : "قد يسجنوننا، لكن لا أحد يستطيع أن يسجن الكلمة".
إرث من النزاهة :
اليوم، تُعدّ عفاف رمزًا للنزاهة في الإعلام الأبيني خاصة والجنوبي عامة . لم تنل الجوائز الرسمية، ولم تُكرّم في المحافل الكبرى، لكنها نالت ما هو أسمى: احترام الناس، ودعاء المظلومين، وضميرًا مرتاحًا لا يعرف المساومة.
خاتمة :
عفاف ليست مجرد اسم، بل هي تجسيدًا لمعناه. عفيفة في مواقفها، نزيهة في قلمها، شجاعة في معاركها. في زمنٍ يُشترى فيه الصمت، اختارت أن ترفع صوتها. وفي عالمٍ يُكافأ فيه التملق، اختارت أن تكون حرة. ولهذا، ستبقى عفاف اسمًا على مسمى، وضميرًا لا يُنسى.