تناولت الصحف الخليجية اليوم الجمعة، عددًا من القضايا والموضوعات التي تخص الشأن الإقليمي والدولي أهمها ما كشفته صحيفة "سبق" بأن مطار الدوحة يخسر حوالي 2000 رحلة في شهر واحد متأثرًا بمقاطعة "الرباعي العربي".
وأبرزت صحيفة "سبق" ما أصدره موقع "Flightstats" تقريره الشهري عن أداء مطارات وشركات الطيران بالعالم، ووفقًا للإحصاء سجَّل مطار الدوحة لشهر يناير ٢٠١٨م إقلاع 8238 رحلة، بانخفاض حوالي 2000 رحلة مقارنة بالشهر نفسه لعام ٢٠١٧م الذي سجَّل فيه إقلاع 10,078 رحلة.
وتأثرت شركة "الخطوط القطرية" بالمقاطعة مسجِّلة في شهر يناير المنصرم حوالي ١٤ ألف رحلة، بانخفاض حوالي 2000 رحلة مقارنة مع الشهر نفسه لعام ٢٠١٧م الذي سجلت فيه قرابة ١٦ ألف رحلة.
والجدير بالذكر أن "الخطوط القطرية" كانت تُسيِّر رحلات إلى المملكة بمعدل 324 رحلة أسبوعيًّا، وكانت "القطرية" تشغل رحلات منتظمة إلى تسعة مطارات بالسعودية.
وإعترف الرئيس التنفيذي لـ"القطرية" في مقابلة مع وكالة "الأسوشيتد برس"، بأن الشركة تتجه نحو تكبد خسائر سنوية هذا العام، بسبب المقاطعة الخليجية للدوحة، وبيَّن أن طائرات الشركة اضطرت إلى اتباع مسارات أطول عبر الأجواء التركية والإيرانية؛ ما زاد من استهلاك الطاقة ورفع تكلفة الوقود مقارنة مع المسارات المعتادة في السابق فوق دول المقاطعة.
قطر ثالث أكبر مستورد للأسلحة في العالم :
ونشرت صحيفة "الخليج" تقريرًا أكدت فيه أن قطر أصبحت ثالث أكبر مستورد للأسلحة في العالم!، وفقًا لبيانات وزارة العدل البريطانية، غير أن خبراء أكدوا أن النظام القطري يشتري صفقات الأسلحة بأموال القطريين لشراء المواقف السياسية لكبار مصدري السلاح في العالم من أجل الخروج من أزمته مع الرباعي العربي والتملص من وصمة دعم الإرهاب التي تلاحقه دولياً، مشيرين حسب صحيفة "الرياض" إلى أن مصير هذه الأسلحة سينتهي إما ب"الصدأ" أو أيادي المرتزقة الأجانب أو دعم الإرهاب في دول المنطقة.
وقال أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية جمال عبدالجواد، إن صفقات السلاح القطرية المكثفة خطوة سياسية أكثر منها عسكرية، وليس لها علاقة بالعسكرية بشكل حقيقي، ومحاولة لكسب رضا مصدري الأسلحة من الدول المنتجة للسلاح، ودفعهم للوساطة بين قطر ودول الرباعي العربي.
واعتبر أن صفقات الأسلحة القطرية سيكون مصيرها «الصدأ»، بسبب عدم استخدامها، موضحاً أن هذا مصير سيئ بما فيه الكفاية حتى وإن لم تصل الأسلحة إلى إيران.
من ناحيته، ذكر المحلل السياسي الأردني، الدكتور نبيل العتوم، إن السياسة القطرية مثيرة للجدل خاصة بعد التعاون القطري الإيراني غير المسبوق بعد إبرام الاتفاق الأمني والعسكري ما بين الدولتين في عام 2015، والذي ما زالت خفاياه غير واضحة، مشيراً إلى أن قطر تحاول "عسكرة الأزمة" مع الدول الداعية لمكافحة الإرهاب. ويواصل المسؤولون القطريون الجولات حول العالم، متناسين أن حل الأزمة يكمن في الرياض وأبوظبي، من خلال مصالحة مبنية على روح الأخوة، وعدم التدخل في الشأن الداخلي للدول الأخرى، ومبنية أيضاً على الحفاظ على الأمن القومي الخليجي والعربي.
وأضاف العتوم: "هناك جوانب ينبغي على قطر الانتباه لها خاصة طبيعة التقارب مع الجانب الإيراني، ومحاولة بناء علاقات استراتيجية على حساب دول الخليج، حيث سيؤدي ذلك إلى نتائج عكسية، كما أن صفقات التسلح التي تبرمها قطر مع العديد من الدول مثل الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وروسيا، ومحاولة شراء صواريخ (إس 400) في هذا التوقيت، لها دلائل في ظل محاولات النظام الإيراني توظيف أزمة قطر مع جيرانها، وسط مخاوف من انتقال تقنيات الأسلحة التي تجلبها قطر إلى الجانب الإيراني".
مجابهة الدور القطري في دعم الإرهاب :
كما برزت صحيفة "الإمارات اليوم" فعاليات جلسة "مكافحة دعم قطر وتمويلها للإرهاب"، المقامة على هامش مؤتمر ميونيخ للأمن، أمس، وسط حضور سياسيين وأمنيين أوروبيين، ووسائل إعلام عالمية.
وبدأت الجلسة بكلمة مختصرة لعضو مؤتمر ميونيخ للأمن، السفير أحمد خطاب، قدم خلالها تعريفاً للمحاور المُطالب بها المجتمع الدولي، لمجابهة الدور القطري في دعم وتمويل الإرهاب عالمياً. وشدد على ضرورة التصدي لرموز النظام القطري في استخدام عائدات النفط والغاز في قتل وتدمير الأبرياء، والتصدي لاستضافة الدوحة لرموز التطرف والإرهاب على أراضيها لتدريب كوادر العناصر الإرهابية.
كما حث على مناقشة إجراءات وقف التعامل مع شركة "قطر غاز" لتورطها في تمويل التطرف، وسحب تنظيم كأس العالم 2022 من الدوحة، وشهدت الجلسة، في بدايتها، عرض فيلم تسجيلي، يستعرض المراحل الزمنية لكيفية قيام النظام القطري، في العقود الأخيرة، بتجميع الأموال التي يوجهها لزعزعة استقرار المنطقة ودعم الجماعات الإرهابية.
وعُرض فيلم آخر يدور حول طرق التمويل المباشرة وغير المباشرة من جانب الدوحة للجماعات الإرهابية، سواء في المنطقة العربية أو في الدول الأوروبية.
وأعرب المشاركون عن أمنياتهم بالرفاهية والسعادة للشعب القطري، في بداية الجلسة، لكنهم شددوا على انزعاجهم من إنفاق الدوحة لهذه الأموال على منابر الإرهاب والتطرف في العالم.
من جانبها، حثت خبيرة الشؤون السياسية والاستراتيجية في واشنطن، الدكتورة نانسي أحمد، المجتمع الدولي على سحب حق تنظيم بطولة كأس العالم لكرة القدم 2022 من الدوحة، لرعاية النظام القطري وتمويله للإرهاب.
وأكدت لدى مخاطبتها المؤتمر، ضرورة سحب البطولة من قطر، وتنظيمها في دولة آمنة تحظى بإجماع من المجتمع الدولي والدول العربية وناشدت المجتمع الدولي بالوقوف مع الإمارات والسعودية ومصر والبحرين، في معركتها ضد الجماعات الإرهابية الممولة من قطر. كما حثت الدول الأوروبية على المزيد من الضغوط ضد النظام القطري عبر إيقاف وصول عائدات استثمار الغاز القطري الذي تستخدمه الدوحة في تمويل ودعم الجماعات الإرهابية.