هناك الكثير من أبناء منطقة دلتا أبين خاصة جيل الشباب لا يعرفون من هو الأستاذ حيدرة أمسعيدي ولهذا احببت أن أقوم بتسليط الضوء عن هذا التربوي الفاضل والفنان المبدع حتى يتعرف عليه الجميع .. فمن هو حيدرة أمسعيدي ؟.
شاعر وفنان وملحن قدَّم الكثير من العطاء الفني والأدبي لهذا الوطن حيث أسهم في إثراء الساحة الفنية بمنطقة الدلتا بالعديد من القصائد الشعرية الغنائية ولا يزال يواصل عطاءه الفني والأدبي منذ بدأ كفنان وشاعر في ستينيات القرن الماضي وحتى يومنا هذا.. وتربوي قدير فهو من أوائل المعلمين المحليين الذين أسهموا في إرساء قواعد التعليم الحديث في مدارس مناطق يافع الساحل الخاضعة لإدارة سلطنة يافع بني قاصد آنذاك ..
ولد عام ١٩٤٤م في منطقة حصن عطية حافة الدولة وسط أسرة فقيرة وهو من ضمن الدفع الأولى التي التحقت في التعليم النظامي بمدرسة الحصن الابتدائية عند افتتاحها عام ١٩٥٢ م من قبل الأمير محمد بن عيدروس العفيفي عليه رحمة الله ورضوانه نائب السلطنة في ذلك الوقت، وأكمل المرحلة المتوسطة في مدينة جعار في بداية الستينيات. متزوج ولديه ولد وثلاث بنات ..
عُين معلمًا في مدرسة الحصن عام ١٩٦٣م وتنقل في مدارس مناطق يافع الساحل ( الرواء، باتيس، جعار) كما كانت تسمى سابقًا، ومناطق مديرية خنفر حاليا ..
تميز بالصرامة والانضباط وكان معلمًا ذو هيبة وصاحب شخصية قوية يهابه جميع الطلاب لدرجة أن الإدارة المدرسية كانت تختاره لمعاقبة كبار المشاغبين ..
يعد من أوائل الملتحقين في الندوة الموسيقية الفصلية التي أنظم إليها عام ١٩٦٣م، ثم التحق في الندوة الشعبية في مدينة حصن عطية عام ١٩٦٨م.
يتميز شعره بالطابع الغزلي وهذا دليل على أن قلبه مازال ينبض بالحياة والحب ..ومفردات قصائده مأخوذة من البيئة الريفية التي تربى وعاش فيها شاعرنا وأستاذنا حيدرة أمسعيدي ..
شارك في منتصف الستينيات كمغني مع كبار الفنانين مثل محمد محسن عطروش وعوض أحمد وعبدالكريم توفيق وأحمد علي قاسم وأبوبكر سكاريب واسمهان عبدالعزيز وعثمان مريبش في احياء العديد من الحفلات الفنية منها الحفل الفني الذي أقيم في مدرسة البادري بعدن عام ١٩٦٥م والحفل الفني الذي أقيم في سينما جعار عام ١٩٦٦م وكذلك في مدينتي زنجبار ولودر مابين عامي١٩٦٦ و ١٩٦٧م ..
قدَّم في هذه الحفلات الفنية الكثير من الأغاني منها: أغنية (طلبت منك يوم لوتسمح أكلمك) كلمات وألحان الفنان محمد محسن عطروش و غنى من أغاني الفنان محمد سعد عبدالله وأغاني لحجية لفنانين آخرين من أبناء لحج ..
ومن أعماله الذي قام بتسجيلها مؤخرًا في تلفزيون عدن ( يا بن الناس ) من كلماته وألحانه وأغنية ( دي على البير) والتي تقول :
دي على البير ما مدوا لظمآن شربة ما بدأ آدمي يقفي من البئر ظمآن
كلمات علي بن جابر وألحان أمسعيدي ..
كما سجلت له العديد من الأغاني ضمن السهرات الفنية الخاصة بفرقة بلابل بنا وهي من كلماته وألحانه ومن كلمات شعراء آخرين..
وفي مهرجان صنعاء عاصمة الثقافة العربية كانت له مشاركة مع فرقة بلابل بنا حيث قدَّم في هذه المناسبة أغنية ( يا نازلين باب مشرف ) من كلماته وألحانه والتي يقول فيها ..
يا نازلين باب مشرف ردوا عليَّ التحية
يا فل يا غصن نرجس يا بو الخدود الندية
وقد غنى له الفنان محمد أحمد يسلم السنيدي في إحدى الاحتفالات الجماهيرية بمنطقة الحصن عام ١٩٦٨م أغنية ( ياغارة الله جنني بهاك ) كلمات وألحان الأستاذ حيدرة أمسعيدي.
رجل بسيط ومتواضع محبا للفن يجيد الغناء والشعر، حظي باحترام وتقدير جميع زملائه في الوسط الفني والتربوي ..
كلف مديرا لبلدية الحصن لفترة مؤقتة في السبعينيات وكان له دور بارز في تنظيم وتنظيف المدينة وتشجير شوارعها بأشجار الزينة التي أحضرها من مركز أبحاث الكود والإرشاد الزراعي بجعار. ثم عاد لعمله في الحقل التربوي ..
وفي مطلع الثمانينيات انتقل ليعمل في قسم الحسابات بإدارة التربية والتعليم محافظة أبين ثم اغترب في المملكة العربية السعودية، في منتصف التسعينيات عاد إلى الوطن وأعيد إلى عمله كمعلم في مدرسة الحصن ..