اليوم أصيب وطننا الجنوبي ارضاً وشعباً بخسارة كبيرة برحيل اللواء صالح السيد مدير امن محافظة لحج، أحد أعظم وأشجع واشد القادة صلابة ووفاء لوطنه.. القائد الذي يعرف اعداء الوطن الجنوبي اسمه واغفعاله وبطولاته، كما يعرفها كل البسطاء من ابناء الشعب الجنوبي ..
قائد خاض كل معارك الوطن الكبيرة دون استثناء في مختلف الجبهات العسكرية والأمنية والسلمية السياسية والاجتماعية والاقتصادية ..
منذ اليوم الاول للغزو الحوثي العفاشي للجنوب قاد جموع المقاتلين ومعهم خاض معارك تحرير الوطن وقاد بكفاءة الزحوف الثورية لتطهير الوطن من دنس الحوثيين شبراً شبراً حتى استكمال تحرير عدن ولحج وابين وصولا الى الساحل الغربي.. لينتقل بعدها نحو جبهة اخرى لخوض غمار معارك اشد بأساً مع فلول الجماعات الارهابية والخلايا الحوثية العفاشية النائمة وعصابات المفخخات وجماعة الارهاب المادي والفكري .. معركة ضلت مستعرة اغوارها حتى آخر لحظة من حياته ، سجل خلالها أعظم النجاحات واكبر واهم الانتصارات الوطنية .
لقد عرف الشهيد من خلال مسيرته العسكرية ومواقفه الوطنية جنديا ومقاتلاً عنيداً، كما عرف عنه قائد متميزا بفكر استراتيجي لاتنكسر له راية في أي ساحة من ساحات المواجهة مع أعداء الوطن ... في كل مكان وزمان ذاع صيته واسمه قرين بالانتصارات الميدانية يبعث الرعب في قلوب الأعداء والخونة والمتآمرين الذين استعص عليهم النيل منه أو هزيمته .. كافح الجريمة المنظمة بكل اشكالها ووسائلها ، وخاض معارك الوطن المفتوحة مع تجارة المخدرات وغسيل الاموال، وجماعات التهريب وعصابات الجريمة المنظمة ومافيا اقتصاد الظلم ولصوص اراضي وثروات الوطن.. داهم أوكار الارهاب وجماعات التخريب وضبط الكثير من المجرمين والخونة والمتآمرين واجهض بشكل مبكر الكثير من الجرام والأعمال الارهابية قبل حدوثها .. اسهم بدور لايستهان به في الحافظ على الامن والاستقرار والسكينه الاجتماعية للوطن والشعب الجنوبي باكثر من محافظة .
قد لايعرف الكثير من ابناء الشعب في وطني عن هذا القائد الاسطورة إلا من خلال عويل ونواح اعداء الجنوب عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي .. او من خلال افراحهم واحتفالاتهم بنبئ استشهادة، التي لازالت متواصله حتى اللحظة في اكثر من محافظة وعلى كل منابرهم الاعلامية.
حضوره وتواجده الدائم كانا في تلك المواقع والجبهات والمعارك المصيرية و الخطيرة والصعبة حيث يحتاجه الوطن أن يكون أداة للحسم والانتصار وسفا مسلولا على رقاب اعداء الجنوب .
أن احتفلالات ومباهج اعداء الجنوب باستشهد هذه الاسطورة الوطنية تمثل وسام شرف على جبين كل جنوبي حر، علاوة عن كونه اضافة نوعية جديدة الى التاريخ النضالي لهذا المقاتل العنيد والقائد الفذ المزينة صفحاته ببطولاته وانتصاراته.. وهى في الوقت ذاته تكشف لنا حقيقة وابعاد الخساره الجسيمة التي مني بها الشعب الجنوبي في رحيل القائد صالح السيد ، لكن عزاء الوطن والشعب سيكون في الارث التاريخي الوطني الذي تركه ، حيث شكلت حياته وسجاياها الوطنية وقيمه الاخلاقية ومبادئة الثورية واعماله وانجازاته في مختلف الجبهات ، مدرسة تربوية نضالية حقيقية يستلهم منها ويتتلمذ فيها رفاق دربه وابناءه وكل المقاتلين في سبيل استعادة وطنهم الجنوبي وكذلك الاجيال القادمة ..اننا على يقين تام من أن سيرة حياة هذا البطل ستضل حية ومتجدده في وجدان وضمير كل مواطن جنوبي ، وستبقى مصدر الهام لمعاني الولاء والوفاء الوطني المتجسد في قيم التضحية ونكران الذات والعمل المخلص في سبيل بلوغ الاهداف والمبادئ والمثل الوطنية والانسانية العليا.. وفي سبيل الوطن والانسان الجنوبي .. في سبيل حرية وكرامة الانسان وامنه واستقراره والعدالة الاجتماعية .
اننا وفي هذا اللحظات التي نودع فيها أحد أعظم القادة المقاتلين في سبيل الوطن الجنوبي نناشد الجهات المعنية في توثيق وكتابة التاريخ النضالي لهذا القائد الاستثنائي وكل معاركه العسكرية والامنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية التي خاضها .. فهي قبل كل شيء تشكل جزاءً من تاريخنا العسكري والوطني واحد اهم وأبرز صفحاته الناصعه المكلله بالنجاحات والانتصارات التي يصعب حصرها في هذا العجالة .. والأهم من ذلك فإن هذا التاريخ ملكاً لاجيال الحاضرة والمستقبل والواجب يقتضي علينا عدم إهماله وإضاعته في دائرة النسيان بل يتوجب علينا النبش في ثنايا هذا التاريخ وتفاصيله واظهارها إلى الوجود واعاد كتابتها كمسؤولية وطنية باعتبارها جزءا من تاريخ أهم مرحلة ومنعطف مصيري في مسيرة الثورة الجنوبية التحررية .
نسأل الله لشهيدنا الرحمة والمغفرة ونتضرع لل بالدعاء بان يتقبله مع الشهداء في الفردوس الاعلى من الجنة .