السابع من يوليو هو اليوم الذي سجل فيه التاريخ وقوع اول دولة في العالم تحت احتلال ارهابي ، إنها دولة الجنوب التي اوشكت على العودة مجددا ، في ذلك اليوم المشؤوم وجد الجنوبيون انفسهم في اسوا احتلال عرفه التاريخ ، فيه اظهرت قوى صنعاء حقدها على الجنوب وهي تحول العاصمة عدن الى غنيمة وفيد ومسرح تستعرض فيه اشباح الارهاب ومليشياته الغازية دمويتها ..
كانت تكبيرات الجهاد تجوب الشوارع ، وتقتحم المؤسسات الخدمية والتجارية والاستثمارية وتنهبها ، تحرق المكتبات العامة ، إنتشرت دباباتها وآلياتها وناقلات مليشياتها الارهابية من الافغان العرب في الشوارع والحواري ، فيما مئات الشاصات ومركبات النقل الثقيل تتوارد تباعا لنهب المعسكرات والمؤسسات الصناعية والانتاجية و التعليمية والاكاديمية ، معاهد ومدارس وكليات ومراكز بحثية .. اتت حتى على التعاونيات الزراعية والسمكية.
على إيقاع التكبيرات الجهادية نُهبت ايضا المخطوطات و مكبرات الصوت من المساجد، والمقتنيات الاثرية والتاريخية من المتاحف ، والذين عاشوا هول ذلك اليوم ، رأوا مالم يتصوروه من قبل ، عناصر من الغزاة الحفاة يطلقون الرصاص على تمثال الملكة اليزابيث بالتواهي وعناصر اخرى تغتنم سيارتها من المتحف الحربي بمدينة كريتر، وفي الجانب الاخر عناصر من ذوي الوجوه المشوهة نفسها تحطم مصنع صيرة وعناصر اخرى وعلى ذات الهتاف الجهادي تشحن اطنان من المشروبات الكحولية الى صنعاء ، وفي الوقت نفسه كانت عناصر من ذات المليشيات الغازية تحطم الاضرحة بمقبرة اليهود بالمعلا وعناصر اخرى تنهب احجار الرخام من مقبرة الانجليز بالقلوعة .
في طريق الجنوب المحمول كغنيمة حرب جهادية تكفيرية ، كان الخط الرابط بين عدن وصنعاء مكتض بالمركبات المحملة بالمنهوبات ، ارتال تتبع قبائل ومشائخ وقيادات عسكرية وارتال اخرى تتبع رجال دين ومجاهدين تكفيريين ، في ذمار جرى مزاد علني لدبابات وراجمات صواريخ وبطاريات من المدفعية الثقيلة ، وفي تعز تشكلت سوق حرة لبيع الاجهزة والماكينات التي كانت ضمن القوام المادي للمؤسسات الصناعية الجنوبية ، حدث عرض لبيع مصانع واجزاء من المصانع الجنوبية ، العديد من الخطوط الانتاجية لمصنع الغزل والنسيج صارت معامل خاصة في محافظة ذمار وريمة .
بالأرقام ..
ولكي تكون الصورة أكثر وضوحا والحقائق أهم برهانا ودليلا ، فهذه الأرقام المبينة التي نشرها الباحث الاكاديمي الدكتور حسين العاقل نعيد نشرها وطرحها أمام كل ذي بصيرة ونكشفها مجددا على الرأي المحلي والإقليمي والعالمي، وهي ليست سوى وقائع (محدودة) لما ظهر منها وما خفي كان أعظم، وهي كذلك حقائق وبيانات يعرفها الصغير قبل الكبير !؟ وتتضمن الحقائق الآتية:-
- قُسمت أراضي الجنوب البرية والبحرية إلى 92 قطاعا نفطيا تقدر مساحتها الإجمالية بحوالي 448,660 كم2، أقدم نظام الاحتلال اليمني ومنظومة حكمه من صرف ومنح حوالي 50 قطاعا نفطيا تقدر مساحتها الإجمالية بنحو 181,609 كم2 لعدد من نافذي الشمال وزعماء قواه العسكرية والقبيلية والدينية والعائلات التجارية وغيرهم، وذلك بطرق غير قانونية وغير مشروعة. مع العلم أن ما ذكرناه من أرقام تمكنا من جمعها عام 2006م فقط..
- استولى حوالي 308 من كبار المتنفذين التابعين لسلطة الاحتلال اليمني، على مساحة تقدر بحوالي 424 كيلو مترا مربعا، وهي من أفضل المساحات السكنية والتجارية والسياحية والصناعية، تم البسط عليها بالقوة في كل من مساحة محافظات عدن ولحج وأبين.
وهذا المساحة الشاسعة مبينة بالأسماء في كشوفات خاصة حتى عام 2000م إستحوذ نافذي نظام الاحتلال على مباني 26 وزارة وأكثر من 56 شركة ومؤسسة وطنية مملوكة مبانيها في العاصمة عدن وفروعها في محافظات الجنوب لشعب الجنوب (ملكية عامة)، حيث عاث فيها المحتلون نهبا وتدميرا وباعوا محتوياتها وأصولها المادية والعينية بمبالغ خيالية.
- بسط نافذوا نظام الاحتلال على أكثر من 34 مزرعة دولة مملوكة لشعب الجنوب، تقدر مساحتها بحوالي 28,000 فدانا، وعلى أراضي الجمعيات الزراعية البالغ مساحتها بنحو 63,672 فدانا، وهي تمثل من أخصب الأراضي الزراعية في محافظات الجنوب، كما تم الاستيلاء على كل ما تحتويه من معدات زراعية ووسائل الري والمباني ومراكز الأبحاث ومحالج القطن وغيرها.
- استولى نافذوا نظام الاحتلال اليمني ، على أكثر من 39 مصنعا تحويليا وعلى عدد آخر من المعامل والورش الإنتاجية والخدماتية المملوكة لشعب الجنوب (ملكية عامة) بالإضافة إلى نهب وتدمير حوالي 17 مصنعا تحويليا مملوكة للقطاعين الخاص والمختلط.
حيث قام المجرمون على اقتلاع آلات المصانع ومعداتها وأصولها الثابتة والمتحركة ونهبها ثم نقلها من عدن إلى صنعاء وتعز والحديدة وغيرها، وتركيبها في مصانع خاصة لعائلات تجارية معروفة.
استولى نافذوا منظومة الاحتلال اليمني ، بقوة النفوذ والهيمنة على الأسطول السمكي لجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية والذي كان يعتبر ثاني أكبر أسطول سمكي في الوطن العربي بعد الأسطول السمكي للمملكة المغربية، فتمكنوا من وضع اليد عليها بتوجيهات شخصية من قبل رؤوس نظام الاحتلال كما تم لعدد أخر من الشماليين البسط بطرق غير قانونية على حوالي 130 جمعية سمكية عامة وعلى مراكز الأبحاث الخاصة بالأسماك والأحياء البحرية، وتدمير مصنع شقرة لتعليب الأسماك وغيرها من المعدات والوسائل الحديثة والمتطورة لعمليات الإنتاج السمكي.
- استطاع نظام صنعاء بكل الأساليب العدوانية والانتقامية، من تدمير القدرات العسكرية لنظام دولة الجنوب والمكونة من حوالي 58 لواءا مقاتلا و 14 كتيبة عسكرية ، وينضوي فيها أكثر 83,000 ضابط وصف ضابط وجندي، وكان جيش دولة الجنوب بحسب التوصيف العسكري في الموسوعة العسكرية العربية يمثل ثالث أقوى جيش وطني في منطقة الشرق الأوسط، ليس فيما يمتلكه من ترسانة عسكرية حديثة في وحداته البرية والبحرية والجوية فحسب، وإنما في ما بلغه ذلك الجيش من تأهيل عسكري وتدريب مهني وفني في مختلف التخصصات والفنون القتالية، ومن مستوى علمي وثقافي للكوادر والكفاءات القيادية تم تأهيلهم في الجامعات والمعاهد العلمية العليا في الدول العربية والأجنبية .
- أقدم نظام سلطة صنعاء بالاستيلاء على المؤسسة العامة للطيران المدني ونهب الأسطول الجوي لشركة طيران اليمن الديمقراطي "اليمدا ".
حيث تم الاستيلاء على 7 طائرات مدنية منها طائرتين نوع أير باص (Air Buss A310-304) فرنسية حديثة، وثلاث طائرات بوينج (Boeing ) 7072 – 727 أمريكية، فضلا عن نهب كميات كبيرة من قطع الغيار والمعدات والتجهيزات وورش الصيانة وتخريب مطار عدن الدولي، وبيع المكاتب المملوكة لطيران اليمدا في العواصم والمدن العربية والعالمية. والتخلص من حوالي 110 طيارا مدنيا جنوبيا من المشهود لهم بالكفاءة والدرجات المهنية العالية.
- أقدم نظام سلطة الاحتلال ، على أكبر جريمة (إبادة) إنسانية في التاريخ الحديث والمعاصر، وذلك بفصل وطرد حوالي 566,616 موظفا وعاملا في القطاعين المدني والعسكري لدولة الجنوب (ج. ي. د. ش)، وحرمانهم بقصد وتعمد ومع سبق الإصرار والترصد من حقوقهم ورواتهم المالية ومن درجاتهم الوظيفية المكتسبة، وتحويلهم تحت جبروت ما سمي بقانون التقاعد الإجباري إلى متقاعدين في رصيف البطالة، وأغلبهم في أوج العطاء والخبرات والكفاءة والنزاهة، وفي نفس الوقت حل النظام محلهم عناصر من محافظات الشمال معظمهم لا يجيدون القراءة والكتابة، ولا يمتلكون ثقافة وطنية سوى ثقافة الفيد القبلي والنهب وسلوك الانحراف في الفساد والإفساد.. ويتعاملون مع الجنوب كغنيمة وارض فيد .