التواهي .. مدينة السحر والإلهام !

من أجمل الأماكن التي سكنتها في حياتي، مدينة التواهي التي كانت بمثابة عاصمة للاستعمار البريطاني لعدن وفيها أغلب الشواهد التاريخية على مدى الاهتمام الانجليزي الكبير بتلك المدينة التي تلتقي فيهآ الصخور بالبحر والرمل في لوحة جمالية لا نظير لهآ في عالم الجمال وتلاقي أجواء الطبيعة ببعضها في مدينة كانت حتى وقت قريبا استثنائية بكل تفاصيلها الملهمة لكل سكان المدينة التي يحرسها البحر.د وقبل أن تتحول إلى مدينة عسكرية مغلقة شهدتها أسوأ مذبحة سياسية في تاريخ المنطقة منتصف ثمانينيات القرن الماضي.

عشت في فتح التواهي من عام٢٠٠٣ حتى ٢٠٠٦ م وكانت أجمل أيام حياتي التي كنت أنام فيها على صوت البحر وأصحوا على زرقة مياهه الذهبية الساحرة وكتبت فيها أروع ماكتبت من قصص وشعر ونثر وخواطر لا طاقة لعقلي المثقل اليوم بالهموم على إعادة تذكر أي منها ولا تكرار هكذا تجربة قرأت فيها أيضا أجمل ما أمكنني قراءته طيلة حياتي وشبابي وبقبت كل كتبي وذكرياتي هناك رهينة لصندوق عسكري تم نهبه بما فيه في حرب الاجتياح الحوثعفاشي عام ٢٠١٥م.

كنت اتوسد أقرب حجر قرب البحر وأغرق في ثنايا خيالات شبابية لا سقف لها أمام سواحل العروسة وجوادمور وخليج الفيل والساحل الذهبي وصولا إلى ساحل العشاق ولا يفصل خيالي إلا ظلمة الليل التي تهبط على المكان بسرعة فائقة في مقاييس راحتي وسعادتي وأنا أقرأ وأكتب وألوك أغصان شجرة الزيوفون المؤنسة لي كشاب يشعر أنه امتلك زمام الكرة الأرضية وله نفوذ حتى كواكب آخرى تغازله ليبسط نفوذه عليهآ بحكم قدراته الخيالية الخارقة للقفز إلى أي سقف للامنيات وتجاوزة كل احتياجاته الواقعية قبل الافاقة والعودة إلى نبش جيوبه للتأكد من وجود قيمة مواصلات للعودة أو الاستعداد لمرثوت عودة رياضية مزعومة سيرا على الاقدام إلى حيث ينتظره فراش نومه المتهالك كحال تلك الكراسي والقاعات الدراسية الجامعية التي تنتظره صباحا في كليته المهترئة على انقاض معهد باذيب للعلوم الاشتراكية المسماه بكلية الآداب والمحشورة فيها قاعات دراسة الصحافة والإعلام الواقفة على أعمدة خشبية تم اضافتها لتجنب سقوطها وانهيارها في مشهد تراجيدي مبك يبشرك بالموت كل صباح بدلا من أي مستقبل آخر يمكنك انتظاره
وللحديث بقية..
التواهي مدينة السحر والإلهام.

مقالات الكاتب