صدى الحقيقة : خاص
لم نكن نتخيل أن نجد المأساة بهذا الحجم والفضاعة، أمر لا يصدقه سامع إلا من رآه، و مأساة يندى لها جبين أي إنسان على وجه هذه البسيطة، و مهما وصفنا في هذه الأسطر فإننا لن ننقل إلا الجزء اليسير و الغير معبر عن ما شاهدناه بأم أعيننا في ذلك المكان الذي لا يمكن وصفه إلا بخرابة تحت مسمى منزل.
فمهما نقلنا من الكلمات والصور و الأوصاف فهذه الحالة الإنسانية التي تعد أفضع من فصول «البؤساء» في رواية الكاتب الشهير «فيكتور هيكو»، لكن لعل و عسى أن نجد أحد الميسورين أو صاحب خير أو منظمة تنقذ هذه العائلة من البؤس والمرض وتنقذهم من موت محقق لا محالة.
كوخٌ خربٌ ربهُ مسنةٌّ أقعدها المرض وأجهزت عليها الفاقة، تتحركُ بالكاد متكئة على عجازها وثلاثة من الأبناء الشباب معاقين وفاقدي البصر لم يريَا من الدنيَا سوى الفقر والألم، وعاشَا منذ نعومة أظفارهم على مايجود به المقربين والأهل من ميسور مايقدمون لهم رغم فقر الجميع.
فلم يعد في القلب متسع ولا للقلم حكاية أمام مانشاهده من واقع مؤلم تلاشت معه القيم الجمعية والتظافر المجتمعي الذي حث عليه ديننا الاسلامي الحنيف.
هناك من الأسر المتعففة والتي تفضل الموت على أن تمد يدها لمخلوق من بني جلدتها رغم مشروعية ذلك ، ففي أقصى مديرية الأزارق وبمنطقة "سماخة" الجبلية تعيش أسرة مكلومة ومعوزة فالأبناء معاقون ومصابون بالعمى منذ قدومهم للدنيا قبل خمسة عشر عاما إضافة للمرض الذي صيرهم بلا قدرة على الحركة ليكونوا حسرة سرمدية لكل من يشاهدهم .
هذَا هو حالُ أسرة سعيد حنش بقريَة سقامي بلاد الأحمدي مديرية الأزارق محافظة الضالع .
حيث الفقر وانعدام الخدمات وتفشي الأمراض وغياب الدولة والمنظمات الطبية والإنسانية تعيش أسرة المرحوم سعيد حنش والمكونة من ثلاثة أولاد "بنتين وأخ لهما " جميعهم مكفوفي البصر ومعاقي الحركة أماني سعيد حنش سالم ١٧عام ،ولينا سعيد حنش سالم صالح ١٥ عام وأخوهن الكفيف والمعاق ذو الثلاثين عاما ويدعى صادق سعيدحنش سالم صالح.
وفي ظل الإعاقة والفقر والمرض وقلة ذات اليد تعيش هذه الأسرة بين جدران منزل هده الزمن وأثرت فيه عوامل التعرية لبساطة البناء وتجاعيد السنين التي أثرت في الإنسان فضلا عن الجماد .
والأدهَى من المرض، والفقر والإعاقة والحسرة في ظل اليتم أنَّ الأسرة لم تجدْ أيَّ سندٍ يعينُ الأمَ على تقديم أي شيء ولو علاجهم وهو أملهم الوحيد .
لم يطلبوا منا مناشدة فهم يرون وبحسب مفهومهم إنها تشهير ان لم يكن استجداء في ظل انعزالهم عن العالم والمجتمع المحيط لكن بعد أن بلغ الأمر مبلغه كان للضرورة أحكامها .
ومن دواع إنسانية محضة وإيصال معاناة هذه الأسرة جعلنا نطرق هذه المنطقة ومشاهدة وضع الأسرة التي تبكي القلب كمدا قبل العين ألما ،فهل هناك من أيادي بيضاء تبحث عن الأجر والثواب وترجو ماعند الله دون منٍ أو أذى ،لطالما وفي بلدي أمثال هذه الأسرة التي تضم هؤلاء المرضى والمعاقين والأيتام والفقراء في آنٍ واحد وتحت سقف بيت واحد !
ولفاعلي الخير وأصحاب الأيادي البيضاء التواصل مع شقيق والد الأسرة المكلومة علي حنش على الرقم 714280219.